السوق المصري: وجهة لا غنى عنها لعشاق التسوق والتاريخ في إسطنبول
يعتبر السوق المصري في إسطنبول واحداً من أهم المعالم السياحية في مدينة إسطنبول و يضم السوق مجموعة متنوعة من المحال التجارية والبازارات التقليدية التي تبيع مختلف أنواع السلع والمنتجات، مثل المجوهرات والأقمشة والتحف الفنية والتحف اليدوية والتوابل والمنتجات الغذائية التقليدية والعطور والبخور والعديد من المنتجات الأخرى.
في المكان الذي يزخر اليوم بروائح التوابل وألوان البضائع المتنوعة، في قلب إسطنبول العتيقة، يقف شامخاً السوق المصري، شاهداً حياً على عظمة التاريخ وحضارات عريقة تعاقبت على هذه المدينة الساحرة.
يقع السوق المصري في ايمينونو قلب إسطنبول ويُخبرنا التاريخ أنّه في موقع السوق المصري اليوم، كان هناك سوق يُعرف باسم “ماركو أنوالوس” خلال العصر البيزنطي، حيث كان يُباع فيه بعض الاحتياجات الأساسية في ذلك الوقت.
مع تعاقب العصور، وتحديداً في العام 1660، شهد السوق المصري تحولاً هاماً، حيث أصبح جزءاً من مجمع المسجد الجديد، الذي يقع على مقربة من موقعه الحالي.
أُمر ببناء هذا السوق العريق المهندس المعماري “كاظم آغا” بأمر من “السيدة خديجة تورهان” والدة السلطان العثماني “محمد الخامس”. وقد تميز السوق بتصميمه المعماري الفريد، حيث بُني على شكل سقف مسقوف، مُزج فيه ببراعة العديد من الأساليب المعمارية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
ولم تأتِ تسمية “السوق المصري” من فراغ، بل تعود إلى أنّ تكاليف بنائه تمّ جمعها من الضرائب المُحصلة في مصر. فكان الهدف من إنشائه هو توفير التكاليف اللازمة لتأمين المصاريف المتعلقة بالمسجد الجديد المجاور. في بداياته، كان يُعرف السوق المصري باسم “السوق الجديد”، نسبةً إلى المسجد المجاور له. وكان يُباع فيه في البداية بعض التوابل المستوردة من الهند، مثل القهوة والأعشاب.
مع مرور الوقت، توسعت نطاق التجارة في السوق، لتشمل مختلف أنواع البضائع، من الحرف اليدوية والتحف والهدايا التذكارية، إلى السجاد والملابس والمجوهرات.
وما زال السوق المصري اليوم وجهةً مُفضلةً لعشاق التسوق والتاريخ من جميع أنحاء العالم، حيث يُقدم لهم تجربةً فريدةً تُزخر بالتاريخ والثقافة والتنوع.
مميزات السوق المصري في أسطنبول
السوق المصري من أقدم الأسواق التجارية في إسطنبول، ويُعرف بجماله المعماري الفريد، وسقفه المغطى من الأعلى على شكل أقواسٍ تُشبه تحفة فنية تُثير إعجاب الزائرين.
يتميز السوق المصري بموقعه المركزي في قلب إسطنبول، مما يسهل الوصول إليه من مختلف الأماكن في الجانب الأوروبي للمدينة. كما يُقدم السوق تنوعاً هائلاً في المنتجات، من التوابل والبهارات التركية إلى المجوهرات والطعام والهدايا التذكارية.
يُميّز هذا السوق أيضاً وجود الباعة الذين يتكلمون لغاتٍ متعددة، مثل العربية والإنجليزية والتركية، وذلك بسبب الإقبال الكبير الذي يشهده من السياح الأجانب.
